بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الأصمعي وهي من نوادره
بينما كنا على الطعام عند بعض كرام العرب
إذا بأعرابي ينهب الأرض نهبآ , وجاء وجلس من غير نداء
وجعل يأكل والسمن يسيل على كوارعة
قلت في نفسي : لأ ضحكن عليه الحاضرون
فقلت :
كأنك أثلةً في أرض هشً أتاها وابلُ من بعد رش .
فالتفت إلي بعين بارزةٍ وقال :
السؤال أنثى والجواب ذكر وأنت :
كأنك بعرةٌ في إست كبش مدلاة وذاك الكبشٌ يمشي
يقول الأصمعي أردتٌ أن أضحك عليه الحاضرين فأضحك علي الحاضرين
فقلت له : هل تعرف الشعر ؟
فقال : كيف لا وأنا أبوه وأمه
فقلت له : عندي قافيةٌ تحتاج إلى غطاء
فقال : هات ماعندك
فغطستٌ ي بحور الشعر فما وجدتٌ قافيةً آصعب من الواو المجزومة
فقلت :
قومٌ بنجٍد قد عهدنا همُ سقاهم الله من النًو
قلت آتدري النو ماذا ؟ فقال :
نو تلألا في دجى ليلة ٍ مظامة حالكةٍ لو
فقلت له : لو ماذا ؟ فقال :
لو سار فيها فارُس لا ثننى على بساط لارض منطو
فقلت ُمنطو ماذا ؟ فقال :
منطوي الكشح هضيم الحشا كالباز ينقض من الخو
فقلت الجو ماذا ؟ فقال :
جو السماء والريح تعلو به اشتمُ ريح لأرض فاعلو
فقلت اعلو ماذا ؟ فقال :
فأعلو لما عيل من صبره فصار نجوى القوم ينعو
فقلت ينعو ماذا ؟ فقال :
ينعو رجالآ للفنا شرعت كفيت ما لا قوا وما يلقوا
قال الأصمعي فعلمت لاشيء بعد الفناء ولكن أردت أن أثقل عليه
فقلت : ويلقوا ماذا ؟ فقال :
إن كنت ماتفهم ما قلته فأنت عندي رجل بو
فقلت له : البو ماذا ؟ فقال :
البو سلخ قد حشي جلده يألف قرنان تقوم أو
فقلت : أو ماذا ؟ فقال :
أو أضرب الرأس بصونة تقول في ضربتها : قو
فخفت أن أقول قو ماذالا ؟ فيضربني ويكمل اليت .
فقلت له : أنت ضيفي الليلة .
فقال : لا يأبى الكرام لئيم .
فأخذته إلى منزلي وقلت لامرأتي اصنعي لنا دجاجة واحدة
فلما قدمتها إلينا قلت له اقسمها بيننا
فقال :
أنت الرأس ولك الرأس
والولدان والبنتان لهما الجناحان
والمرأة عجوز ولها العجز .
وأنا الزائر ولي الزور .
فأكل الدجاجة ونحن ننظر اليه , فلما كان وقت الغداء قلت لزوجتي :
اصنعي لنا ثلاث دجاجات .... فلما أتت بهن قلت تول قسمتها .
فقال :
أنت وزوجك دجاجة , والبنتان والولدان ودجاجة , وأنا ودجاجة .
فلما صار وقت العشاء , قلت لامرأتي : اصنعي لنا خمس دجاجات
فلما جاءت بهن قلت :
أقسم
قال تريد وترآ أم شفعآ
قلت : إن الله وتر ويحب الوتر .
قال : أنت ودجاجة , وامرأتك ودجاجة , والولدان والبنتان ودجاجة
وأنا ودجاجتان .
قلت : لا أرضى بهذه القسمة .
قال : كأنك تريد شفعآ ؟
قلت : نعم
فقال :أنت وزوجك ودجاجة .
والبنتان والولدان ودجاجة .
وأنا وثلاث دجاجات .
والله لا أحول عن هذه القسمة أبدآ ثم رفع عصاه ,
فغلبني الأعرابي في الدجاج كما غلبني في الشعر .
~
~
~
~
~