التهاب الوريد الخثري:
هي إصابة تنجم عن تشكل خثرة في الأوردة العميقة للطرف وهي إصابة خطيرة لأنها تهدد الإنذار الوظيفي للطرف لاحقاً بحدوث عقابيل دائمة تسمى بمتلازمة ما بعد التهاب الوريد وأهمها ضخامة الطرف والقصور الوريدي المزمن.
كيف تتشكل الخثرة:
تتشكل الخثرة نتيجة وجود ركودة وريدية بسبب عدم الحركة وزيادة قابلية التخثر وقصور الآليات الفيزيولوجية ضد تشكل الخثرة.
تبدأ الخثرة الوريدة بالتشكل في الشبكة الوريدية العضلية في ربلة الساق ثم تصيب الأوردة العميقة في الطرف التي تنسد لمعتها تماماً فيحدث ارتكاس التهابي شديد وتلتصق الخثرة بجدار الوريد فتظهر العلامات السريرية.
ما هي العوامل المؤهبة:
عدم الحركة في السرير بعد العمليات الجراحية أو بعد الولادة أو بعد الرضوض والحوادث -المرضى طريحي الفراش - الحمل وفترة ما حول الولادة - حبوب منع الحمل عالية الايستروجين عند المصابات بدوالي الطرف السفلي- قصور القلب- التجفاف- الإنتان- الأورام- البدانة- إصابة سابقة بالتهاب الوريد-لمفوما في الأمعاء تضغط على الأجوف السفلي-نقص العوامل المضادة للتخثر الوراثي-داء بهجت- التهاب الوريد المجهول السبب (20%) يحدث عند الأشخاص الأصحاء دون وجود أي عامل مؤهب.
كيف يتم التشخيص:
يحدث التهاب الوريد عادة عند النساء أكثر من الرجال, ويزداد مع تقدم العمر بعد 40 سنة. بعض المرضى يشكون من ألم وتورم في الساق أو كامل الطرف بحسب مكان الخثرة, وآخرون لا يشكون من أعراض واضحة, وعدد ضئيل يشكو من صمّة رئوية.
عند الاشتباه بالتشخيص يجب تأكيده فوراً بإجراء ايكو دوبلر لأوردة الطرفين السفليين مع فحص دموي (D-Dimer) وإبقاء المريض في السرير براحة مطلقة والبدء بالمعالجة بالهيبارين فوراً.
ماهي المعالجة الشافية:
أ-أهدافها:
إيقاف ظاهرة التخثر ومنع تطور الخثرة وامتدادها ومنع تشكل خثرة جديدة وتجنب حدوث صمّة رئوية وتخفيف وشفاء الأعراض والعلامات السريرية إضافة إلى تحديد آثار متلازمة ما بعد التهاب الوريد وتجنب النكس.
ب- المعالجة الدوائية:
مضادات التخثر (مميعات الدم) تبدأ بالهيبارين وحديثا تعطى مركبات الهيبارين الأقل احداثا للاختلاطات ومنها مركب اينوكسابارين المعروف تجاريا(كليكسان عيار 80-60) وتستكمل بالوارفارين والصادات.
ج- النصائح الطبية:
الراحة المطلقة في السريرعلى الأقل لمدة أسبوعين حتى تستقر الخثرة مع وضع رباط ضاغط على الطرف السفلي المصاب بعد 84 ساعة من بدء المعالجة واغراقه بالكحول الذي يساعد على امتصاص الوذمة والسماح بالحركة والمشي.
د- المعالجة الجراحية:
نادراً ما يلجأ إليهاوذلك في الحالات التي يكون فيها خطر على الطرف وتتضمن: استئصال الخثرة عند عدم الاستجابة للمعالجة الدوائية ووضع حاجز أجوفي لتجنب حدوث صمة رئوية.
ما هي المعالجة الوقائية وما أهميتها:
صدق المثل القائل «درهم وقاية خير من قنطار علاج»
يجب دائماً تجنب حدوث التهاب الوريد الخثري العميق, لأن كلفة الوقاية صحياً واقتصادياً هي أقل بكثير من المعالجة الشافية, إضافة إلى العقابيل الوظيفية الطويلة الأمد التي سيعاني منها المصاب, وتعتمد المعالجة الوقائية على: التحريك الباكر بعد العمليات الجراحية وتحريك الطرفين السفليين للمرضى طريحي الفراش مع وضع رباط ضاغط على الطرفين السفليين والبدء بإعطاء الهيبارين تحت الجلد بجرعة صغيرة قبل العملية وهذه المعالجة الوقائية يجب تطبيقها للمرضى الذين سيتعرضون لعمليات جراحية متوسطة وكبرى ولطريحي الفراش وللمصابين بالرضوض وأيضاً للذين وضع لهم جهاز جبسي.
ماذا عن إلتهاب الوريد الخثري أثناء الحمل:
الأفضل تجنبه والوقاية منه بالمراقبة المنتظمة للحامل وخاصة التي تعاني من دوالي الطرفين السفليين ولبس جوارب مطاطية خاصة بالدوالي مع الحركة المستمرة والمشي خاصة في الأشهر الأخيرة للحمل والبدء بإعطاء الهيبارين تحت الجلد قبل الولادة للمريضات عاليات الخطر. أخيراً لا يشكل التهاب الوريد الخثري مانعاً من حمل جديد, ولكن على الحامل أن تلتزم بالإجراءات الوقائية اللازمة.
ما هو التهاب الوريد السطحي:
هنا تتوضع الخثرة في الشبكة الوريدية السطحية للطرف وخاصة الوريد الصافن الأنسي المصاب بالدوالي أو أحد فروعه, وهو عادة غير مطلق للصمّات لذا لا يحمل خطر إطلاق الصمات إلى الرئة ولكن قد يمتد إلى الأوردة العميقة.
يتظاهر سريرياً بحبل قاسٍٍ مؤلم وأحمر ومحاط بمنطقة حارة ومتوذمة معالجته بسيطة بمضادات الالتهاب مع وضع كمادات كحولية على المنطقة المصابة ورباط ضاغط على الطرف, ولا يحتاج لأية معالجة جراحية أو للمعالجة بمضادات التخثر (المميعات).
الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 2:40 pm
