رقم العضوية : 1عدد المساهمات : 782الموقع : الباغوزالعمل : طالبالمزاج : عالي
تعاليق : صعب انساك ؟
موضوع: اتزوج الثانية وانتظر حبل المشنقة! الأربعاء نوفمبر 03, 2010 8:14 pm
لم يبتكر الإسلام نظام التعدد، فالثابت تاريخياً أن تعدد الزوجات ظاهرة عرفتها البشرية منذ أقدم العصور، فهناك العديد من الطوائف والشعوب ممن تعتبرالتعدد ممارسة أصيلة ضمن عاداتها وتقاليدها، فلقد كان التعدد منتشرا عند الفراعنة وأشهر الفراعنة رمسيس الثانى الذي كان مقترنا بثمانى زوجات والعديد من الجوارى، وفرعون موسى كانت له عدة زوجات منهن ( آسيا) المرأة الصالحة التي ذكرت في القرآن. كما أن التعدد كان ومازال منتشرا بين شعوب وقبائل أخرى لا تدين بالإسلام ، ومنها الشعوب الوثنية في أفريقيا والهند والصين ومناطق أخرى في جنوب شرق آسيا، وخذ مثالا على ذلك قبيلة “الكرو” الأفريقية التي تعيش في خليج غينيا، والتي يرتبط فيها الرجل باثني عشرة زوجة، في حين يعتبر تعدد الزوجات عند قبائل “الويجا” دليل على النفوذ والثراء، أما في قبيلة “الأونيور” فإنه من العار الشديد حتى بالنسبة للفرد المقتدر أن يكون لديه أقل من عشر إلى خمس عشرة زوجة، أما الفقراء فلديهم دائما ثلاثة أو أربعة ، وقد يصل العدد إلى أكثر من 40 زوجة لدى الفرد الغني من قبيلة “الناندي”. أيضا هناك طائفة “المورمون” المسيحية التي كان يمارس مؤسسها “جوزيف سمث” التعدد ويشجع أتباعه في الكنيسة على التعدد، إلى أن نهت الكنيسة عن ذلك عام 1890، ولكن لا زالت بعض الأقليات الأصولية المورمونية والمنشقة من الأكثرية المورمونية تمارس هذه العادة في غرب الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وبالرغم من أن التعدد مباح في ديننا الإسلامي الحنيف ضمن أطر وضوابط شرعية، كتحديد عدد الزوجات بأربعة واشتراط “العدل” كركيزة أساسية للتعدد علاوة على القدرة على النفقة، إلا أنني مازلت استغرب من الطريقة التي يتعاطى بها أفراد مجتمعاتنا العربية مع موضوع التعدد خصوصا الخليجية منها، التي عادة ما تدين الزواج الثاني وتعتبره نزوة عابرة أو مراهقة متأخرة يريد بها الزوج استعادة شبابه المفقود مع فتاة تصغره بعشرين أو ثلاثين سنة، ويبدأ الناس من حوله في إطلاق العديد من الأحكام القطعية والتهم جزافا والتي عادة لا ترتكز إلى أي أساس أو منطق، وهذا بالضبط ما يحصل في كل مرة أسمع عن شخص ضمن محيط العائلة أو الأصدقاء تزوج على زوجته الأولى. فهو إما بطران لأنه زوجته الأولى (مو مالية عينه) خصوصا إذا كانت تتمتع بقدر من الجمال. أو جنسي شهواني لا يشبع من ممارسة الجنس..الحلال! أو خسيس وناكر للجميل لأنه تجاهل سنوات (العيش والملح) الطويلة فيما بينهما.. أو نذل لأنه تزوج عليها (سكاتي).. أو أناني لأن زواجه الثاني سيترتب عليه خراب بيته الأول. أو متصابي.. يود في استعادة شبابه أو (خبل) لأنه قرر أن يضع (علة) ثانية على قلبه غير الأولى…ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين! والعجيب أن نفس هذا المجتمع يتقبل وبكل صدر رحب وجود عشيقات وخليلات في حياة الزوج ويغفر هذه السقطات الأخلاقية والتي يستحق مرتكبها الرجم كونه محصن، ولكننا في العادة نكتفي بترديد عبارة: “الله يهديه”! ولكن ما أن ينتشر خبر فلان يتزوج على فلانة فتقوم الدنيا ولا تقعد ويتحول هذا الخبر الذي من المفترض أن يمر مرور الكرام إلى حبكة درامية تضاهي حلقات المسلسلات التركية في طولها وإثارتها وقد تستمر لأسابيع وشهور! ومن خلفه هناك أصوات نسائية تردد :الله لا يبارك فيه..قليل أصل”! والأعجب من ذلك أن الزوجة نفسها مستعدة أن تغض الطرف إذا علمت بأن زوجها (يلعب بذيله) معشمة نفسها بأن (مصيره يعقل)، لكنها ستقلب البيت على رأسه إذا ما وجدت صك الزواج في درج مكتبه وسوف تطلب مباشرة ورقة الطلاق! وبالمناسبة ففي كثير من الحالات فقد يكون الزوجان متفاهمان، أي أن الزوج لا يقدم على الزواج من الثانية إلا برضى وموافقة الزوجة الأولى مع أن الموافقة في هذه الحالة حسب علمي ليست ضرورية لإتمام الزواج، لكن تجد من الناس من لا شغل له ولا مشغلة إلا هم إفساد هذا التفاهم والاتفاق الذي حصل بالتراضي.. وكما يقول المثل:” أنا راضي و إنت راضي وإنت مالك يا قاضي” وفي حالات كثيرة –عايشت شخصيا بعضها- خراب كثير من البيوت فيما بعد يكون نتيجة لهذا الكلام…بعد ان تنقلب هذه الموافقة والمباركة وتتحول إلى مقاومة شديدة قد تصل إلى ساحات المحاكم فقد لمجرد أن الزوجة الأولى لم تعد تتحمل نظرات و(نغزات) من حولها من النساء بأنه صار لها ضرة بعد كانت الملكة الوحيدة المتوجة في حياة الزوج! و أنا متأكد لو تجاهلت كل زوجة تزوج عليها زوجها هذه الترهات والكلام الزايد وتعاملت معها بمنطق “أذن من طين والثانية من عجين” لصارت هي وضرتها مثل السمن على العسل..أو قريب من ذلك. والأشد من ذلك وأعتى هي تلك العصبة التي تتفنن في إصدار الأحكام القطعية والاستباقية، كالحكم على تجربة الزواج الثاني بالفشل وذلك لعدم قدرة الزوج على العدل وأن مصير الزوجة الأولى سيكون حتما هو الإهمال..والأولاد التشتت والضياع مما سيفسد أخلاقهم كنتيجة لهذه الخطوة غير المدروسة وقد يتحولون إلى مجرمين وخارجين عن القانون… فقط لأن أبوهم تزوج على أمهم! والناس بطبيعية الحال عادة ما يتسرجعون ذكر النماذج السيئة من حالات التعدد..وقلة قليلة من تكون (محضر خير) وأظن أن ذلك هو السبب الرئيسي في انحسار هذه العادة التي كانت منتشرة في مجتمعاتنا إلى عهد قريب.