اقف فوق هضبة الأيام .. وأخيرا وصلت للقمة !! ..كم كان ذلك الطريق متعبا .. مليئا بالاوجاع محفوفا بمخاطر الحياة .. تلك الحياة التي لطالما لاحقتني بكوارثها ...
تسلقت صخور الماضي .. وواجهت مرتفعات الاحلام .. زحفت فوق حصى الحب .. وتعثرت بحجارة الناس !! .. اؤلئك الناس اللذين لم يرحموني يوما من حقدهم .. من كذبهم !.. كنت اتشبث بهم ببراءة وكلي ثقة انهم سندي على الصمود .. يالي من بلهاء !! .. لكن كانوا في كل مرة يدحرجون حجارتهم الملعونة تلك تحت اقدامي لاتعثر بها ..
تحت شجرة الذكريات تلك .. تلك التي تقع على منحدر الذاكرة .. كنت احتمي بها من اشعة الماضي الحارقة .. ومن ارتفاع درجات الحنين .. كانت تقذف لي ثمارها الذابلة التي كنت ومازلت احاول نسيان طعمها السيء .. مجددا ذلك القدر اللعين !! ..ثمار شجرة الذكريات تلك سممتني .. طرحتني مريضة على سرير الاكتئاب !! .. الخوف !! فتراني اتناول حبوب النسيان علني اتماثل للشفاء !!
تسلقت تلك الهضبة وانا اتجمد برياح السنين .. تبعثرت اوراقي .. نزفت قدماي .. تجرح قلبي واصيب مرارا .. لكن رغم هذا كنت في كل مرة اقع فيها وتدوي صدى صرخة المي في هاويتة الذاكرة .. اتذكر احلامي .. اتمسك بحبال احلامي تلك وتدفعني نسمات امل عابرة على الوقوف من جديد .. وها انا اقف فوق هدفي ..
فوق قمة التاريخ وقمة الحاضر ..يلوح لي المستقبل من بعيد
فوق رؤوس الناس .. او لربما فوق ذئاب الحياة انسب !!
فوق هاوية الذاكرة .. وانا مليئة بالنسيان ..
سانزل بنفسي بعد ان اضع علامتي على تلك القمة ليتذكرني كل من حاول الصعود لاحقا ..وليعلموا جميعا انني ارتقي العلا برغم صخورهم اللعينة تلك ...