نسب النبي صلى الله عليه وسلم
عن النبى صلي الله عليه وسلم انه قال : " إن الله عز وجل اختار من الناس العرب ، ثم اختار من العرب مضر ، ثم اختار من مضر كنانة ، ثم اختار من كنانة قريشا ، ثم اختار من قريش بنى هاشم ، ثم اختارنى مما أنا منه "(1). وفى بعض الكتب ثم اختارنى من بنى هاشم .
وهو محمد (صلي الله عليه وسلّم ) رسول الله بن عبد الله ويقال له الذبيح بن عبد المطلب واسمه شيبة الحمد سمته أمه بذلك كما يقال لشيبة فى رأسه عند ولادته .
وقيل اسمه عامر بن هاشم واسمه عمرو يكني أبا نضلة بن عبد مناف واسمه المغيرة يقال له القمر بن قصى واسمه زيد ويدعي مجمعا قيل له قصى لأنه كان قاصيا عن قومه فى قضاعة ، ثم قدم مكة وقريش متفرقون فجمعهم إلي الكعبة فسمى مجمعا بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر واسمه عامر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وأمه صلي الله عليه وسلم هي : آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب .
ونسبه صلي الله عليه وآله إلي عدنان مورد إجماع العلماء ، كما لاخلاف فى كون عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله عليهما السلام وإنما الخلاف فى عدد من بين عدنان وإسماعيل من الآباء .
وروى أن رسول الله صلي الله عليه وآله : " كان إذا انتسب لم يجاوز معد بن عدنان ثم يمسك ويقول كذب النسّابون قال الله عز وجل وقرونا بين ذلك كثيراً " (2). وقد روى النهى عنه صلي الله عليه وسلم بقوله " لا تجاوزوا معد بن عدنان" .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ كتاب المنمق : ص21 ؛ وذكره أيضا عبد الله بن عدى فى الكامل ، والحاكم فى المستدرك والطبرانى فى معجميه ، والمتقى الهندى فى كنز العمال والسيوطى فى الدر المنثور وغيرهم.
2 ـ عيون الأثر : ج1 ص 33 .
قال ابن الأثير : فأما ما بعد عدنان من آبائه إلي إسماعيل بن إبراهيم الخليل صلي الله عليهما وسلم ففيه اختلاف كثير فى العدد والأسماء لا ينضبط ولا يحصل منه غرض فتركناه لذلك .
والحق أن الأمر كما قال صلي الله عليه وسلم ، فان النسابين الذين رفعوا نسب عدنان إلي إبراهيم الخليل ذكروا تسعا من الوسائط بينهما كالآتى : عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، وهذا العدد من الوسائط مهما قدرنا أعمارهم فلا يناسب المدة الفاصلة بين النبى محمد وإبراهيم الخليل عليهما صلوات الله وسلامه مع عدم الدليل علي كون هؤلاء جميعا من المعمرين .
وعن مالك بن أنس : أنه سئل عن الرجل يرفع نسبه إلي آدم . فكره ذلك ، وقال من أين له علم ذلك فقيل له : فإلى إسماعيل ؟ فأنكر ذلك أيضاً وقال : من يخبر به (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ البداية والنهاية : ج23 ص246 ، وتاريخ ابن خلدون : ق1 ج2 ص3 ، والسيرة النبوية لابن كثير: ج1 ص75، وقلائد الجمان : ص14 .