فراس الـمـديــر الــعــام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 782 الموقع : الباغوز العمل : طالب المزاج : عالي
تعاليق : صعب انساك ؟
| موضوع: اني اخاف الله السبت نوفمبر 06, 2010 3:53 pm | |
| إني أخاف الله . الخوف من الله . الخوف بسم الله الرحمن الرحيمإني أخاف اللهالحمد لله ربالخائفين , أشهد أنه لا إله إلا هو . ورسوله سيد الخائفين , وقدوة الخاشعين . صلىالله عليه وسلم . أما بعدالسلام عليكم ورحمة اللهوبركاته . الحمد لله الذي كرمنا على الخلق , وجبلنا على حب الشرف , لأنهرفعة في الدرجات , وأمن في الحياة , وتميز على الكائنات . وليس الشرف فيكثرة المال , لأنه فتنة . وليس الشرف في النسب , لأن شرف الإنسان في طاعته لربهوليست في نسبه . قال تعالى : " ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكمشعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " . الحجرات : 13 إذاً الشرف الحقيقي هو طاعة الله , لأن الله يرفع أهلها , إذ قال : " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " . المجادلة : 11والطاعة هي الوظيفة التي من أجلها خلقنا , فشرفنا بها , وهلاكنا بتركها . وبدن بلا طاعة كشجرة بلا ثمر وشمعة بلا نور , ولكن ضعفت الطاعة في النفوس و ثقلتعلى الكثير. وسبب هذا الضعف والترك هو خلو القلب من خوف الله تعالى ونسيانه . ولماخلت القلوب من خوف الله ملئت بحب الدنيا وتواردت عليه المعاصي حتى اسودت وقستوانتكست , ولما نست الله أنساها الله أنفسها بل ونسيها , والقلوب لا تحيا إلابالخوف من الله , لأن سياطها الذي يسوقها إلى الله ويدلها على الخير ويحذرها منالشر , وهو نورها الذي ينورها لتهتدي إلى صراط مستقيم , وتؤمن بالله إيماناً صادقاً , وتعمل عملاً صالحاً , وتحيا حياة سعيدة . والخوف . . هو بضاعة الصالحينوالصالحات , لأنه يكف الجوارح عن المعاصي ويقيدها بالطاعات , والخوف يحرق الشهواتالمحرمة فتصير المعاصي المحبوبة عندها مكروهة . بالخوف . . نسلم من الأهواءوالشهوات , وتتأدب جوارحنا ويكون قلبنا خاشعاً متذللاً لله . وبالخوف . . نسلممن الكبر والحقد والحسد , وننشغل بمحاسبة نفسنا ومراقبتها .ومما يدل على أهميةالخوف أن الله تعالى قدمه على الرجاء , ليكون العبد خائفاً ربه في دنياه . . راجياًربه في أخراه . يقول الله تعالى : " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاًوطمعاً ومما رزقناهم ينفقون " . السجدة : 16 ويقول : " أمن هو قانت أناءالليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذينلا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب " الزمر : 9وقد جمع الله للخائفينالهدى والرحمة والعلم والرضوان , وهي مجامع ومقام أهل الجنان يقول الله تعالى:" هدىورحمة للذين هم لربهم يرهبون "الأعراف 154ويقول تعالى : " رضي الله عنهم ورضواعنه ذلك لمن خشي ربه " . البينة : 8 والخوف . . صفة من صفات الملائكة رضوان اللهعليهم . . فإنهم أهل خوف دائم , لأنهم أعرف الخلق بالله - ومن كان لله أعرف كان منهأخوف - يقول تعالى : " يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون " آل عمران 175 . ويقول صلى الله عليه وسلم :" مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس الباليمن خشية الله تعالى , وقال صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما لي لا أرى ميكائيل يضحك . قال : يا محمد ما ضحك ميكائيل منذ خلق الله النار " . وهكذا حال العارفينبالله تعالى . فقد ورد أن الحسن البصري مر على شباب يضحكون .فقال لهم : هلأخذتم كتبكم بأيمانكم ؟ قالوا : لا . قال : هل عبرتم الصراط إلى الجنة ؟ قالوا : لا . قال : فلم تضحكون وأنتم لا تدرون أين تصيرون ؟!!! . والخوف . . صفةمن صفات الأنبياء . . فها هو رسولنا صلى الله عليه وسلم أشد الناس خشية للهوأكثرهم خوفاً منه . يقول صلى الله عليه وسلم : " أما أني أخشاكم لله وأتقاكم له " . والخوف . . صفة من صفات أهل الإيمان . . يقول تعالى : " والذين يؤتون ما آتواوقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون . أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون " . المؤمنون : 60- 61قالت عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله هؤلاء هم الذينيسرقون ويشربون الخمر ويزنون , ومع ذلك يخافون الله . قال : " لا يا ابنة الصديق , هم الذين يصومون ويتصدقون ويخافون ألا يتقبل الله منهم , أولئك يسارعون في الخيرات " . • وكان أبو بكر رضي الله عنه من أشد الناس خوفاً من الله , إذ كان يأخذبلسان نفسه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد . • وكان عمر بن الخطاب رضي اللهعنه من أشد الناس خوفاً من الله . يقول : لو نادى منادٍ من السماء : أيها الناسكلكم يدخل الجنة إلا رجل واحد , لظننت أن أكون هو . وكان في وجهه خطان أسودان منكثرة البكاء . • وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه خائفاً لله تعالى , إذا وقفعلى القبر بكى حتى يبلل لحيته , وقال : لو أني بين الجنة والنار , ولا أدرك إلىأيهما أصير , لاخترت أن أكون رماداً . أيها الأحبة : الخوف سبب من أسباب دخولالجنة . . يقول الله تعالى : " ولمن خاف مقام ربه جنتان " . الرحمن : 46ويقولتعالى : " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى . فإن الجنة هي المأوى " . الطور : 40-41والخوف .. سبب من أسباب النجاة من النار . . ففي الحديث : " عينانلا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله , وعين باتت تحرس في سبيل الله " • ومنحكمة الله تعالى أنه لا يجمع على عبده بين أمنين ولا خوفين . من خاف في الدنيا أمنهالله يوم القيامة . ومن أمن في الدنيا أخافه الله يوم القيامة , ومن خاف الله أخافمنه كل شيء . • فهل حققنا الخوف ليغمر القلوب وتؤدى العبادة على أكمل وجه , ونقدر الله حق قدره ونعظمه حق تعظيمه . وفق الله الجميع للعمل بكتابه , وبسنة نبيهصلى الله عليه وسلم . ( من كتيب / الخوف من الله تعالى / للشيخ – سعد بن سعيدالحجري ) | |
|